{لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ(13)}وهكذا يوضح الحق سبحانه أن قلوب الكفرة لا تلين بالإيمان؛ ولا تُحسِن استقبال القرآن، ذلك أن قلوبهم مُمْتلئة بالكفر، تماماً كما حدث من الأقوام السابقة، فتلك سُنة مَنْ سبقوهم إلى الكفر.والسُّنة هي الطريقة التي تأتي عليها قضايا النتائج للمُقدِّمات وهي أولاً وأخيراً قضايا واحدة.ومرة نجد الحق سبحانه يقول: {سُنَّةَ الله فِي الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 62].ونعلم أن الإضافة تختلف حَسْب ما يقتضيه التعبير. ف(سنة الأولين) تعني الأمور الكونية التي قدرها الله لعباده. و(سنة الله) تعني سُنّة منسوبة لله، ومن سنن الحق سبحانه أن يُهلك المُكذِّبين للرسل إنْ طلبوا آية فجاءتهم، ثم واصلوا الكفر.ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السماء...}.